اعلان

نور القرآن وإعجازه وأثره في إسلام علماء الغرب

نور القرآن وإعجازه وأثره في إسلام علماء الغرب

    نور القرآن وإعجازه وأثره في إسلام علماء الغرب



            لقد كان لحكم الكنيسة واستبدادها بأحكام الدين والعلم أثرا واضحا في قيادة العقل والقلب الى الطريق المتناقض مع المنطق، حيث فرضت رؤيتها على الحقائق العلمية الثابتة ، ووضعوا حدا و سقفًا لا تتجاوزه تلك الحقائق ([1]) , فتركت تلك التصرفات أثرها السيئ على الإنسان الغربي في علاقته بالمسيحية، وفي نظرته إلى الأديان كافة. فأصبح العقل الغربي عقلاً ماديًّا، يؤمن بالحواسّ ولا يقيم وزنًا للغيبيات أو “الميتافيزيقا” كما يسميها.


    ومن هنا، كان من الضروري مراعاة هذه العقلية عند خطابها ودعوتها إلى الإسلام؛ فمن الأفضل أن نقيم لهم الأدلة على صحة الإسلام، وسلامة القرآن التامة من التحريف، من العلوم ذاتها التي برعوا فيها، وبلغوا منها غاية كبرى.


    ولذلك يقول البروفيسور “عبد الله أليسون”: “إن الحقائق العلمية في الإسلام هي أمثل وأفضل أسلوب للدعوة الإسلامية، ولاسيما للذين يحتجون بالعلم والعقل ([2])


    ولما سئل الدكتور “جرينييه” الفرنسي عن سبب إسلامه قال: “إني تتبعت كل الآيات القرآنية، التي لها ارتباط بالعلوم الطبية والصحية والطبيعية، والتي درستها من صغري وأعلمها جيدًا، فوجدت هذه الآيات منطبقة كل الانطباق على معارفنا الحديثة، فأسلمت لأني تيقنت أن محمدًا صلى الله عليه وسلم أتى بالحق الصراح من قبل ألف سنة، من قبل أن يكون له معلم أو مدرس من البشر. ولو أن كل صاحب فن من الفنون، أو علم من العلوم، قارن كل الآيات القرآنية المرتبطة بما تعلم جيدًا، كما قارنت أنا، لأسلم بلا شك، إن كان عاقلاً خاليًا من الأغراض ([3]).


    صدق بحثهم عن الحقيقة دلهم على سلامة اسلامنا من كل نقص 

    فإن من اجمل المميزات التي امتاز بها بعض العلماء والمفكرين الغربيين هي احترامهم لعقولهم، وحرصهم الشديد على البحث عن الحقيقة، وهذا ما دعانا إلى استدعائهم لنسمع شهاداتهم عن القرآن، وليردوا على بعض أبناء المسلمين من الذين فتنوا بالحضارة الغربية، وبوليدها السقط، وهو: (العَلْمانية)، فانبهروا بكل ذلك ودفعهم إلى إشاعة مقالات السوء عن الإسلام والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم.

    شهادة بألف شهادة..
    كم تشهد شهادة علماء الغرب بالقرآن المجيد لأنها شهادة الأعداء



    وها نحن في حضرة هؤلاء العلماء والمفكرين، فدعونا نستمع إلى شهاداتهم عن القرآن، يقول الطبيب والعالم الفرنسي موريس بوكاي الذي ألف كتابًا حول القرآن والكتب السماوية الأخرى والعلم، قال فيه: «لقد قمت بدراسة القرآن الكريم وذلك دون فكر مسبق وبموضوعية تامة، باحثًا عن درجة اتفاق نصي القرآن ومعطيات العلم الحديث. فأدركت أنه لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث» ([4]).


    وقال أيضًا: «لقد أثارت الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية، فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة التنوع ومطابقته تمامًا للمعارف العلمية الحديثة، وذلك في نص كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنًا. في البداية لم يكن لي إيمان بالإسلام، وقد طرقت دراسة هذه النصوص بروح متحررة من كل حكم مسبق وبموضوعية تامة» ([5]).


    والشاهد الثاني، هو رجل دين ومبشر نصراني من مواليد الإسكندرية وجهته الكنيسة إلى دراسة القرآن الكريم من أجل الطعن فيه، وتشكيك المسلمين في حقيقة كتابهم المعجز، وهو القس إبراهيم خليل أحمد الذي لم يستطع أن يخالف ضميره اليقظ، ويقول في القرآن مقالة سوء، بل نراه في حياد تام يصف القرآن بقوله: «يرتبط هذا النبي (صلى الله عليه وسلم) بإعجاز أبد الدهر بما يخبرنا المسيح (عليه السلام) في قوله: «ويخبركم بأمور آتية»، هذا الإعجاز هو القرآن الكريم معجزة الرسول الباقية ما بقي الزمان. فالقرآن يسبق العلم الحديث في كل ناحية: من طب، وفلك، وجغرافيا، وجيولوجية، وقانون، واجتماع، وتاريخ. ففي أيامنا هذه استطاع العلم أن يرى ما سبق إليه القرآن بالبيان والتعريف» (محمد في التوراة والإنجيل والقرآن) ([6])


    وها هو المستشرق الأمريكي واشنجتون إيرفنج. يتوقف مذهولاً من روعة القرآن وشموليته باعتباره خاتم الكتب السماوية، فيقول: «كانت التوراة في يوم ما هي مرشد الإنسان وأساس سلوكه. حتى إذا ظهر المسيح (عليه السلام) اتبع المسيحيون تعاليم الإنجيل، ثم حلَّ القرآن مكانهما، فقد كان القرآن أكثر شمولاً وتفصيلاً من الكتابين السابقين، كما صحح القرآن ما قد أدخل على هذين الكتابين من تغيير وتبديل. حوى القرآن كل شيء، وحوى جميع القوانين إذ أنه خاتم الكتب السماوية» ([7]) ويقول إيرفنج أيضًا: «ويدعو القرآن إلى الرحمة والصفاء، وإلى مذاهب أخلاقية سامية»([8])


    أما المفكر والقانوني الفرنسي المعاصر مارسيل بوازار، فيقول في كتابه (إنسانية الإسلام) عن القرآن: «لا بد عند تعريف النص المقدس في الإسلام من ذكر عنصرين، الأول أنه كتاب منزل أزلي غير مخلوق، والثاني أنه (قرآن) أي كلام حي في قلب الجماعة. وهو بين الله والإنسانية (الوسيط) الذي يجعل أي تنظيم كهنوتي غير ذي جدوى، لأنه مرضي به مرجعًا أصليًا، وينبوع إلهام أساسي وما زال حتى أيامنا هذه نموذجًا رفيعًا للأدب العربي تستحيل محاكاته، إنه لا يمثل النموذج المحتذى للعمل الأدبي الأمثل وحسب بل يمثل كذلك مصدر الأدب العربي والإسلامي الذي أبدعه لأن الدين الذي أوحي به هو في أساس عدد كبير من المناهج الفكرية التي سوف يشتهر بها الكتاب»([9])


    ونرى ايضا تقف ديبورا بوتر في حياد علمي واضح لتدلي بشهادتها عن القرآن الكريم، وبأن المضمون الإلهي للقرآن الكريم هو المسؤول عن النهوض بالإنسان وهدايته إلى معرفة الخالق (سبحانه)، هذه المعرفة التي تنطبق على كل عصر «المصدر السابق/ص5هـ، وتقول أيضًا: «كيف استطاع محمد (صلى الله عليه وسلم) الرجل الأمي الذي نشأ في بيئة جاهلية أن يعرف معجزات الكون التي وصفها القرآن الكريم، والتي لا يزال العلم الحديث حتى يومنا هذا يسعى لاكتشافها؟! لا بد إذن أن يكون هذا الكلام هو كلام الله عز وجل» ([10]).


    الشهادة في لغة الخلود اللغة العربية التي اصطفاها الله لتكون اللغة الرسمية للوجود والجنة ..

    ويحدثنا الدكتور جورج سارتون عن عالمية اللغة العربية، فيقول: «إن لغة القرآن على اعتبار أنها اللغة التي اختارها الله عز وجل للوحي كانت بهذا التحديد كاملة وهكذا ساعد القرآن على رفع اللغة العربية إلى مقام المثل الأعلى في التعبير عن المقاصد وجعل منها وسيلة دولية للتعبير عن اسمى مقتضيات الحياة »([11]).


    أما المستشرق الفرنسي لويس سيدو، فهو يؤكد الفضائل التي جاء بها القرآن الكريم، وحث عليها، فيقول: «لا تجد في القرآن آية إلا توحي بمحبة شديدة لله (تعالى) وفيه حث كبير على الفضيلة خلال تلك القواعد الخاصة بالسلوك الخلقي وفيه دعوة كبيرة إلى تبادل العواطف وحسن المقاصد والصفح عن الشتائم، وفيه مقت للعُجب والغضب، وفيه إشارة إلى أن الذنب قد يكون بالفكر والنظر، وفيه حض على الإيفاء بالعهد حتى مع الكافرين، وتحريض على خفض الجناح والتواضع، وعلى استغفار الناس لمن يسيئون إليهم، لا لعنهم، ويكفي جميع تلك الأقوال الجامعة المملوءة حكمة ورشدًا لإثبات صفاء قواعد الأخلاق في القرآن»([12]).


    ويقف أستاذ التاريخ في جامعة أوهايو الأمريكية، وصاحب الدراسات المتعددة في شؤون البلاد الشرقية التي يدين الأكثرون من أبنائها بالإسلام، على منصة الشهادة ليدلي بشهادته لصالح القرآن، فيقول: «إن القرآن كتاب تربية وتثقيف، وليس كل ما فيه كلامًا عن الفرائض والشعائر، وإن الفضائل التي يحث عليها المسلمين من أجمل الفضائل وأرجحها في موازين الأخلاق، وتتجلى هداية الكتاب في نواهيه كما تتجلى في أوامره.» ([13]).


    وها نحن نختم شهادات هؤلاء النخبة من علماء الغرب ومفكريه بشهادة عالم غربي هو متساي مونتاي الذي قاده بحثه النزيه إلى الإسلام، فأسلم في صيف 1977, وأطلق على نفسه (المنصور بالله الشافعي)، قال عن القرآن الكريم: «إنني لا أشك لحظة في رسالة محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأعتقد أنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه بعث للناس كافة، وأن رسالته جاءت لختم الوحي الذي نزل في التوراة والإنجيل وأحسن دليل على ذلك هو القرآن المعجزة، فأنا أرفض خواطر (بسكال) العالم الأوروبي الحاقد على الإسلام والمسلمين إلا أن خاطرة واحدة وهي قوله: ليس القرآن من تأليف محمد (صلى الله عليه وسلم) كما أن الإنجيل ليس من تأليف متى»([14]).


    هذه بعض شهادات علماء الغرب ومفكريه عن القرآن الكريم، كتاب الإسلام الخالد، ومعجزته الباقية أبد الدهر، الذي تحدى به الله تعالى الإنس والجن على أن يأتوا بمثله، أو بعشر سُوَر مفتريات مثله، أو حتى بسورة من مثله، فلم يقدروا، ولن يقدروا كما بيَّن ذلك القرآن الكريم، وبقاء التحدي حتى هذه اللحظة، وعجز البشرية من أن تأتي بمثله دليل قاطع على أنه وحي من عند الله تعالى وفرعيًّا هو “مدخل علمي للإيمان ([15]).
    ---------------------------------------------------------------------------




    ([1]) ذكر جارودي أنه وُجد بابا في القرن التاسع عشر الميلادي أدان التطعيم ضد الجدري، باعتباره عقابًا من الله ولا ينبغي للإنسان السعي للإفلات منه. نقلاً عن أبي المجد حرك: “جارودي. رحلة الفكر والحياة”، ص: 100، دار الفتح للإعلام العربي، ط1، 1985م  

    ([2]) الجانب الخفي وراء إسلام هؤلاء، 1/ 117.

    ([3]) نقلاً عن د. عبد الحليم محمود، “أوروبا والإسلام”، ص: 87، 88، دار المعارف، ط2, 1982م.

    ([4]) كتاب قالوا عن الإسلام/ د. عماد الدين خليل/ص47.

    ([5]) كتاب قالوا عن الإسلام/ د. عماد الدين خليل/ ص56

    ([6]) كتاب قالوا عن الإسلام/ د. عماد الدين خليل/ ص 49

    ([7]) كتاب قالوا عن الإسلام/ د. عماد الدين خليل/ ص 50

    ([8]) المصدر السابق

    ([9]) كتاب قالوا عن الإسلام/ د. عماد الدين خليل/ ص 54

    ([10]) كتاب قالوا عن الإسلام/ د. عماد الدين خليل/ ص 55

    ([11]) كتاب قالوا عن الإسلام/ د. عماد الدين خليل/ ص 67

    ([12]) كتاب قالوا عن الإسلام/ د. عماد الدين خليل/ ص 72

    ([13]) كتاب قالوا عن الإسلام/ د. عماد الدين خليل/ ص 78

    ([14]) كتاب قالوا عن الإسلام/ د. عماد الدين خليل/ ص 88

    ([15]) د. يوسف القرضاوي “ربط الحقائق العلمية بالقرآن”، مقال بجريدة “عقيدتي”، عدد 441، ص: 11، 8/ 5/ 2001م.

    محمد لاطة


    هدهد HUDHUD
    @مرسلة بواسطة
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع ليلاس LELAS .

    إرسال تعليق

    اعلان
    اعلان
    اعلان