اعلان

كورونا .... أيقظَتْ شباباً مِن غفلتِهِم

كورونا .... أيقظَتْ شباباً مِن غفلتِهِم


    كورونا أيقظَتْ شباباً مِن غفلتِهِم



               كورونا صخرةٌ سقطت مِن ظهر جبلٍ على أطراف بعض الشباب فقتلَتهُم لأنهم خضعوا إلى جبروتِها، ومنهم مَن تسلّق على أكتافها لِيبلغ مرادَه مِن الحياة بعزيمةٍ أكبر.


             مما لا شكّ فيه أنَّ الخبر الصاعقة الذي سمعناه عن استجدادِ وباءٍ خبيثٍ اسمه كورونا كان كفيلاً أنْ يثبّط الهِمم والعزيمة عند الناس قاطبةً ولا سيّما الشباب، ذلك الشباب الذي يبني أحلامه على ركامِ حروبٍ هنا وهناك وعلى مآسي شعوبٍ مظلومةٍ باتت تنام وتستيقظ معهم، فما كاد تفكيرهم أن يفتأ إلى أنْ أتاهم عائقٌ جديدٌ يدخل على تفكيرهم بل على مستقبلهم والأهم من ذلك كله حياتهم؛ فبِتنَا نرى توقفاً للحياة بتفصيلاتها مِن جامعاتٍ ومدارس للطلاب ومعامل ومصانع ومحلات خاصة للعاملين فكان من شأنه أنْ يعيد كل واحد منهم التفكير بخريطة حياته، إلى أين ستمضي وماذا سيحصل؟




          قسم سُرَّ لهذا التوقف وكان فرصة له ليمضي ساعات أكثر باللهو واللعب وعوضاً مِن أنْ كان يقضي ساعة بلعبةٍ ما أو مشاهدة فلم أو ومسرحية صار يمضي ساعات غير آبهٍ بقيمة الوقت، وإذا سألتَه: لماذا تفعل هكذا؟ كان جوابه: وماذا عليّ أنْ أفعلَ؟





          مِن جانبٍ آخر هناك فئة مِن الشباب وجدوا في هذه الأزمة فرصة لتوطين أنفسهم وإعادة تأهيلها وتطويرها، فأمسوا يبحثون ويطالعون ويُعمِلُون عقولهم بما سيقدمونه مِن خدمات تعود على أنفسهم والمجتمع بالفائدة، ومنهم مَن خَطَّ طريقه بالتطوع مقرراً أنْ يطوف على أبواب الفقراء والمحتاجين تحت مظلة جمعية خيرية أو منظمة إنسانية، فشتان بين الأول والثاني.




        وهناك قسم آخر كان غارقاً في متاهات الدنيا ليس عنده هدف ولا تخطيط لحياته، فكان وباء كورونا مطرقة ضربته فجعلته يستفيق من صحوته فبدأ يخطط ويفكر ويعمل ويزداد عزيمة على أن يعود إلى رشده ويقدم شيئاً للإنسانية على مبدأ "إن الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويه"، فاستحقّ الاحترام من المجتمع؛ عندما نُقسّم الشباب بهذا الشكل لا ننسى شباباً كانوا ولا زالوا على ما عليه مِن عمل دؤوب يعود بالنفع عليهم وعلى محيطهم، بكل تأكيد هناك أصناف أخرى لن نتطرّق إلى ذكرها.





         أ.ع أحد الطلاب الذين يدرسون دكتوراه في إحدى الجامعات الحكومية وهو أحد الذين التقيت بهم بلقاءٍ عن بعد بواسطة "الانترنت" فكان له كلام يؤثر بالنفس ويمدُّها بطاقةٍ كبيرة، لم يخضع لسجنِ كورونا بل أصبح نشيطاً على أكثر مِن صعيد بدءاً مِن التنمية البشرية إلى تنظيم دورات في اختصاصه عبر برامج التعليم عن بعد وفي اختصاصات أخرى مستهدفاً كافة شرائح المجتمع؛ وآخر بات يحقق نسبة قراءة مرتفعة وغيرهما طالب يطوّر نفسه بتعلم اللغات وأيضاً من اغتنم فرصة الهدوء ليعيد ترتيب حياته بشكل يلائم المستقبل لأنّ نظريته كانت "الهدوء ما قبل العاصفة" وغيرهم من طلبة أصبحوا أكثر تعلماً وبحثاً لوجود متسع بالوقت.





        نظرية الإنسان دائماً على مزاجه الخاص، عندما نحبُّ شخصاً ويصيبه مكروه فنقول له: هذا من الله ابتلاء وتؤجر وعندما نكره شخصاً ويصيبه  مكروه أيضاً نقول له: هذا من الله جزاء لك فنتقلب حسب أهوائنا لا على حسب عقولنا، فلماذا لا نبرمج عقولنا على أننا بظل وباء كورونا سنكسر كل الحدود التي توصل إلى الخمول ونحقق شيئاً يعود على الإنسانية بالنفع؟ لماذا نركن إلى الضغوطات النفسية التي من شأنها أنْ  تسبب أمراضاً تضر أكثر من كورونا نفسه؟  لماذا لا نغير النظرة القائلة: " تجري الرياح بما لا تشتهي السفن" بنظرة ثانية: تجري الرياح كما تجري سفينتنا ... نحن الرياح ونحن البحر والسفن"؟

     رأي:


        أميلُ إلى فكرٍ مضادٍ لِفكر عديد من الباحثين والمحللين بأننا أمام فترة عصيبة وعلينا توخي الحذر، فأقول: نحن أمام فترة عصيبة وعلينا زيادة العمل، علينا تحسين نظرتنا إلى الحياة دون المبالغة التي توصل إلى الضرر ولا نخضع لمرض صغير ويكون قاضياً على آمالنا وطموحنا، طموحُ شابٍ جامعي يدرس لِيتخرج، طموحُ شابٍ عاملٍ يجمعُ المال ليتزوج، طموحُ طالبٍ مدرسيّ ينهي دراسته لينتقل إلى مرحلة متقدمة، طموح رب أسرة يطوّر مِن نفسِه وعمله ليزدادَ سعة في عيشه.





        أؤمن بفكرة أنّ الأمراض لها أرواح وآجال كالإنسان ولا بدّ لها مِن القبر، حتماً سندفن كورونا دون صلاة جنازة أو إقامة بيت عزاء، حتماً ستعود الحياة كما كانت بل أفضل، حتماً سنبلغ مرادنا وإن تمّكن منّا كورونا فسنموت ونحن أعزاء غير أذلاء لذلك الفيروس الخطير.




       أدليْتُ بدلوي فقدمت نظريتي حول الواقع المعاصر لشبابنا لأنه كما أنْ لا تغطى الشمس بغربال أيضاً لا يغطى ذلك الشباب الطموح المتفائل الذي يريد أن يصل بطموحه إلى عنان السماء، لأن هذا الشباب الذي لم يخضع لِمكرِ كورونا من الصعب أنْ يُقهر؛ فهو مَن ساهم بنجاة العديد من الذين أُصيبوا بهذا المرض مِن خلال الدعم النفسي أو الطبابة والتمريض بالمستشفيات، وهو مَن قدَّم ولا زال يُقدّم على كل الصعد بأكثر فترة يحتاجه بها المجتمع، هل سيبقى معطاءً؟ هل سيبقى بهذه الروح والعزيمة؟

     سنرى معاً......

    اقرأ أيضا: أجمل المقالات في مدونة ليلاس

    هدهد HUDHUD
    @مرسلة بواسطة
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع ليلاس LELAS .

    إرسال تعليق

    اعلان
    اعلان
    اعلان